(Anil Usyan/Reuters) عامل أفغاني في منجم فحم |
كان الاستثمار في الطاقة من نهاية القرن التاسع عشر إلى آخر عقد من القرن العشرين محصور بشكل كبير في نوعين من الطاقة وهما الفحم الحجري والنفط، الفحم كان هو عصب الحياة الرئيسي لانطلاق عصر القطارات (اللوكوموتيف) والسفن الضخمة في أوروبا وأمريكا وكلاهما كانا سببا لانطلاق السوق العالمية، حيث أن التبادل التجاري كان صعبا جدا في الماضي حيث لم تتوفر الآلات الضخمة والتي تمتلك القدرة على نقل كميات البضائع الكبيرة من الساحل إلى المناطق الداخلية. كما أن المخاطر التي كانت تواجه السفن الشراعية في عبور المحيطات لتصل إلى القارات البعيدة كانت كبيرة مما سبب في ارتفاع التكلفة وقلة الحركة.
لكن في القرن التاسع عشر تم تطوير الآلات البخارية وأصبح من الممكن تقليل الاعتماد على العوامل الطبيعية وأصبح من الممكن توجيه السفن عكس اتجاه الرياح والتيارات النهرية للوصول إلى الأماكن البعيدة وزاد حجم التبادل التجاري العالمي. ثم اكتشف الإنسان بأنه من الممكن استغلال نوع آخر من الوقود وهو النفط ومشتقاته، فتحول الاهتمام إلى استغلال النفط كونه أسهل في التعامل من الفحم في مميزات كثيرة منها سهولة تخزينه ونقله، سرعة اشتعاله واطفائه وكذلك احتوائه على طاقة أعلى من الفحم لنفس الحجم.
من أشهر الشخصيات التي حولت النفط إلى سلعة عالمية هو الأمريكي جون دي روكيفيلر مؤسس شركة ستاندارد أويل العملاقة، والتي سيطرت على قطاع النفط في العالم لسنوات طويلة حتى تم تفكيكها إلى مجموعة شركات صغيرة متفرقة بأمر من القضاء الأمريكي تحت طائلة قانون منع الاحتكار. بالرغم من مرور أكثر من قرن على بداية سوق النفط في العالم إلا أن أهمية النفط لازالت تحافظ على مراكز متقدمة جدا في سباق الطاقة، بل نجد بأن المصدر القديم للطاقة وهو الفحم الحجري أصبح يأخذ أهميته مجددا مع التركيز على تقنيات جديدة وواعدة لاستغلاله بطرق أقل تلوثا مما كانت عليه في السابق.
نعيش اليوم عصرا آخر من عصور الاستثمار في الطاقة فالبرغم من استمرار الشركات العملاقة والدول في الاستثمار في الفحم والنفط إلا أنه هناك تباطؤ في الاستثمار شهدته السنوات الأخيرة، وذلك يعود لعدة أسباب منها بروز أنواع جديدة من الطاقة وانخفاض تكلفتها بحيث أصبحت تنافسية، ووجود سياسات دولية للحد من الانبعاثات الكربونية والتي تسبب تلوث الجو و التي من الممكن كذلك أن تسبب الأمراض الخطيرة.
ختاما نرى بأن السوق العالمي للطاقة لازال مستمرا في الاعتماد على مصادره القديمة إلا إن المستقبل يبدو أكثر إشراقا لمجالات الطاقة الأخرى مثل الغاز والرياح والطاقة الشمسية وغيرهم من المصادر.
من أشهر الشخصيات التي حولت النفط إلى سلعة عالمية هو الأمريكي جون دي روكيفيلر مؤسس شركة ستاندارد أويل العملاقة، والتي سيطرت على قطاع النفط في العالم لسنوات طويلة حتى تم تفكيكها إلى مجموعة شركات صغيرة متفرقة بأمر من القضاء الأمريكي تحت طائلة قانون منع الاحتكار. بالرغم من مرور أكثر من قرن على بداية سوق النفط في العالم إلا أن أهمية النفط لازالت تحافظ على مراكز متقدمة جدا في سباق الطاقة، بل نجد بأن المصدر القديم للطاقة وهو الفحم الحجري أصبح يأخذ أهميته مجددا مع التركيز على تقنيات جديدة وواعدة لاستغلاله بطرق أقل تلوثا مما كانت عليه في السابق.
جون دي روكيفيللير |
نعيش اليوم عصرا آخر من عصور الاستثمار في الطاقة فالبرغم من استمرار الشركات العملاقة والدول في الاستثمار في الفحم والنفط إلا أنه هناك تباطؤ في الاستثمار شهدته السنوات الأخيرة، وذلك يعود لعدة أسباب منها بروز أنواع جديدة من الطاقة وانخفاض تكلفتها بحيث أصبحت تنافسية، ووجود سياسات دولية للحد من الانبعاثات الكربونية والتي تسبب تلوث الجو و التي من الممكن كذلك أن تسبب الأمراض الخطيرة.
ختاما نرى بأن السوق العالمي للطاقة لازال مستمرا في الاعتماد على مصادره القديمة إلا إن المستقبل يبدو أكثر إشراقا لمجالات الطاقة الأخرى مثل الغاز والرياح والطاقة الشمسية وغيرهم من المصادر.
الكاتب:
م. يوسف محمد مراد الجابر
ماجستير الطاقة والموارد
م. يوسف محمد مراد الجابر
ماجستير الطاقة والموارد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق