الخميس، 6 أبريل 2017

4- سلسلة خبر وتحليل: نظرة تحليلية في تطوير حقل الشمال القطري وزيادة انتاجيته 10%

 
أعلنت شركة قطر للبترول في منتصف هذا الأسبوع عن خبر رفع الحظر الذي فرضته على تطوير حقل الشمال في قطر والذي يحتوي على حقول غاز طبيعي وحقول نفطية أيضا، وقد اكتشف حقل الشمال في العام 1971 وهو يمتد على مساحة 6 آلاف كيلومتر مربع تقريبا أي ما يعادل حوالي نصف مساحة دولة قطر، وفي العام 2005 أعلنت قطر للبترول إيقاف عمليات التوسع في الإنتاج وتطوير الحقل حتى إشعار آخر، بعد 12 سنة من الحظر قررت قطر للبترول العودة للتطوير وزيادة الإنتاج في الحقل ولنا وقفة مع التوقيت والهدف من التطوير الجديد للحقل خاصة في ظل الأسعار الحالية واحتمالياتها المستقبلية.
 
صورة توضح حجم حقل الشمال (source: Wikipedia)
 
يبدو لنا من نظرة تحليلية بحته بأن تطوير الحقل في هذا التوقيت له أهمية كبرى في عدة محاور أهمها هو الحصة السوقية المستقبلية للغاز القطري، حيث لا يختلف اثنان على أن قطر تتميز بوفرة الإنتاج وقلة الاستهلاك المحلي أي بشكل آخر فإن أغلب انتاج قطر من الغاز يتجه للتصدير، وعليه فإن حصة قطر من سوق الغاز العالمي المتنامي قد تتأثر مع تزايد الطلب على الغاز كونه أصبح الطاقة المفضلة والأنظف لإنتاج الطاقة الكهربائية مع عدم تمكن قطر من انتاج المزيد من الغاز بسبب الحظر، ومن جهة أخرى فإن الخمس سنوات القادمة ستشهد دخول مشاريع غاز ضخمة حيز الإنتاج والتصدير وهي تهدد الأسواق التي تسيطر عليها قطر اليوم، حيث نجد بأن مشروع الغاز الأسترالي ثم بعض المشاريع في أفريقا وكذلك في البحر المتوسط  جميعها ستدخل على السوق العالمي في الخمس سنوات القادمة، هذا يعني بأن هناك احتمالية أن يتم إغراق سوق الغاز العالمي مما يؤدي لهبوط الأسعار.
 
هذا الخطر من إغراق السوق بالغاز وانهياره يدفع الشخص للتساؤل لماذا إذا نجد قطر تتجه لتطوير حقل جديد، وستحتاج هذا الحقل إلى 5 إلى 7 سنوات حتى يدخل حيز الإنتاج، بالنسبة لي ومن وجهة نظر تحليلية شخصية فإن السبب هو بأن قطر قد اتفقت مع شاري أو مجموعة من الشارين لاستيعاب هذه الكمية الجديدة، وبالنسبة للتحركات في منطقة الخليج العربي في آخر سنتين فإن هذا المشروع الجديد غالبا سينصب بشكل رئيسي لمد المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين ودولة الكويت بالغاز وسيكون غالبا عن طريق شبكة من الأنابيب، وقد خدم هذه المبادرة التقارب القطري السعودي في آخر سنتين ومثل هذا المشروع يذكرنا بمشروع دولفين للطاقة والذي ينتج نفس الحجم المتوقع من التطوير الجديد 2 مليار قدم مكعب من الغاز في اليوم يتم مدها لدولة الإمارات الشقيقة. وعليه فإن قطر ستكون في موضع ممتاز لتوفير غاز بسعر تنافسي لجيرانها وهو المشروع الذي يبدو خيار طبيعي قد تأخر لسنين عديدة.
 
مشروع دولفين والذي يمد دولة الإمارات الشقيقة بالغاز (source: mubadalapetroleum)
 
بالنسبة للشركة المطورة للمشروع الجديد فإنه لم يتم تحديدها بعد حيث أنه بعد اندماج قطر للغاز و راس غاز فإن الخيار الوحيد هو الاعتماد على قطر غاز ولكن لم يتم تسميتها بشكل رسمي بعد مما يفتح الاحتمالية بأن يتم تأسيس شركة جديدة للغاز مثل شركة دولفين للطاقة بشركاء خليجيين مع شركاء أجانب لتطوير هذا المشروع الضخم والذي يعادل انتاجه حوالي 400 ألف برميل مكافئ من النفط كما وقد أكد السيد سعد الكعبي المدير التنفيذي بأن تطوير الجزء الجنوبي من حقل الشمال وهو الجزء الأبعد عن الحدود الإيرانية لن يؤثر على عمليات تطوير الحقل من الجانب الإيراني. في النهاية نبارك لقطر حكومة وشعبا هذا القرار الجديد وبإذن الله نجد صدى إيجابي لهذا القرار وللمشروع مستقبلا. 
 
الكاتب:
م. يوسف محمد مراد الجابر
ماجستير الطاقة والموارد 

هناك 3 تعليقات:

  1. برافو عليك الأخ يوسف..اقدر استمرارية تفوقك في المجال العلمي التي بدأت من المرحلة الثانوية وانعكست في المجال العلمي بدون توقف. مبروك الف مبروك. أخوك وزميل والدك ..هاشم كيران ثوديكا

    ردحذف
    الردود
    1. الله يجزاك كل خير استاذي العزيز هاشم شاكر لك كلماتك الطيبة

      حذف
  2. تهاني الحارة بويوسف متمنيا لكل الشباب القطري الاقتداء بنجلكم يوسف حفظه الله واخوته كما اتمنى المزيد من التقدم والرفعة لقطر الغالية

    ردحذف