التاريخ ٢٩-٦-٢٠١٦
يعتبر البعض منظمة الدول المصدرة للبترول (OPEC) من أقوى المنظمات على الساحة العالمية، ولكن يغيب عن البعض حقائق مهمة عن هذه المنظمة. وفي هذا المقال سنحاول تغطية بعض الأوجه عن المنظمة حتى يساعدنا على فهم دورها في سوق النفط العالمي بشكل أكبر. تأسست المنظمة في بغداد سنة ١٩٦٠ من خمس أعضاء مؤسسين هم السعودية و العراق و الكويت و إيران و فنزويلا، و انضمت بعدها الدول للمنظمة تباعا ابتداءا بقطر في ١٩٦١ وانتهاءا بأنجولا في ٢٠٠٧. تضم المنظمة ١٣ عشر دولة فقط وهم أندونيسيا و ليبيا و الجزائر والإمارات ونيجيريا والإكوادور بالإضافة للدول المذكورة سابقا.
أما طريقة العضوية فينبغي على الدولة المتقدمة بطلب العضوية تحقيق ثلاث شروط رئيسية حتى تنضم للمنظمة. أولا أن تكون الدولة منتجة ومصدرة لغالبية انتاجها من النفط، ثانيا أن تكون طموحات واهتمامات الدولة تتوافق مع طموحات واهتمامات الأعضاء الحاليين فالمنظمة، وأخيرا بأن تكسب الدولة تأييد ثلاث أرباع الأعضاء الحاليين فالمنظمة. بالرغم من أن الدول والأقاليم المنتجة للنفط فالعالم يقارب ٢٠٠ دولة وإقليم إلا أن الشرط الأول يلغي عددا كبيرا من الدول من قائمة الدول التي تستطيع أن تنضم للمنظمة. على سبيل المثال أمريكا هي أكبر منتج للنفط فالعالم إلا أنها تستهلك كميات أكبر من إنتاجها فتقوم بتعويض العجز عن طريق استيراد النفط وكذلك تفعل الصين.
يعتقد البعض أن الهدف من إنشاء أوبك هو التلاعب بسوق وأسعار النفط (monopoly) وهو ما أثبتت الأحداث عدم واقعيته، وذلك لسبب بسيط وهو توفر النفط بوفرة كبيرة جدا في العالم ولذلك نجد أن السبب الذي يحد من الانتاج هو السعر السوقي للنفط. فعندما وصل سعر النفط عند مستويات المئة دولار وجدنا كندا تنتج النفط وتغذي السوق بالرغم من ارتفاع تكاليف انتاج برميل النفط في كندا، وعند هبوط السعر بدأ المنتجين بخفض أو حتى إيقاف إنتاجهم للحد من الخسائر بحسب السعر السوقي المتاح في حينه.
ولذلك نجد بأن الهدف الأوضح للمنظمة هو توزيع الحصص، فنجد بأن النقاش الأكبر هو محاولة توزيع حصص الانتاج والتصدير بين الدول الأعضاء والدليل هو اهتمام المنظمة بضم بعض الدول المصدرة للنفط وهي حاليا خارج المنظمة مثل روسيا و كازخستان والنرويج. فروسيا مثلا رفعت حجم صادراتها من النفط إلى الضعفين خلال الفترة من ٢٠٠٠ - ٢٠١٦ وبالتحديد من ٢.٥ مليون برميل تقريبا إلى ٧.٥ مليون برميل يوميا، فلا يحد من رغبة روسيا بفعل هذا الأمر أي اتفاقيات مع دول منظمة أوبك والتي تتضرر بمثل هذه التغيرات وعليه تعقد اجتماعات عديدة بين المنظمة وروسيا في محاولة التفاهم على حصص تضمن استقرار السوق.
بشكل عام منظمة أوبك مهمة للعالم ولاعب أساسي في سوق الطاقة العالمي ولكن هناك دول خارج المنظمة تلعب دور محوري في سوق النفط كذلك. وقد نخصص المقال القادم لحجم المنظمة من حيث الاحتياطات و الانتاج والتصدير حتى تتوضح قوة المنظمة ومكانتها فالسوق النفطي ومدى تأثير الدول خارج المنظمة على سوق النفط فالوقت ذاته.
الكاتب:
م. يوسف محمد مراد الجابر
ماجستير الطاقة والموارد
م. يوسف محمد مراد الجابر
ماجستير الطاقة والموارد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق